رؤية جديدة للتعلم باستخدام التقنيات اللاسلكية


رؤية جديدة للتعلم باستخدام التقنيات اللاسلكية




توطئـة:



لنتساءل سويا:



· هل ما نحمله فى أيدينا من هواتف جوالة/ محمولة يمكن استخدامها وتوظيفها فى العملية التعليمية؟ أم سيقتصر استخدام هذه الأجهزة اللاسلكية على إرسال واستقبال المكالمات الهاتفية؟



· هل هناك جديد تحمله الثورة اللاسلكية إلى المنظومة التعليمية؟



· هل يحتاج أبنائنا وشبابنا إلى نقلة نوعية فى مجال التعليم والسعي لتوظيف أجهزة الهواتف الجوالة (الموبايل) فى عمليتي التعليم والتعلم بدلا من المساوئ التي تشوب استخدامها؟



· هل يمكن تحويل هذا التسارع البشري الكبير فى الحرص على اقتناء الهواتف الجوالة وخاصة الحديث والأحدث أكثر من اقتناء الحاسبات المكتبية Desktops إلى تطوير الوظائف التي تؤديها هذه الهواتف وبقية الأجهزة المتنقلة؟



· هل يمكن أن يكون للتقنيات اللاسلكية فوائد فى العملية التعليمية إذا تم دمجها فى التعليم فى ضوء التوجه الجديد دمج تقنية المعلومات والاتصالات فى التعليم؟



· هل يمكن للأجهزة اللاسلكية مثل الهواتف الجوالة والأجهزة الرقمية الشخصية أن تقدم فى ظل التعلم الجوال خدمات جديدة تزيد عم تقدمه الحاسبات المكتبية فى ظل التعلم الإلكتروني إلى مجال التعليم؟



· هل الانتقال من التعلم عن بعد Distance Learning إلى التعلم الإلكتروني Electronic Learning هو نهاية المطاف؟ أو هل وصولنا إلى التعلم الإلكتروني هو نهاية المطاف؟



مقدمـة:

مر العالم بعدة ثورات كان لها تأثيرا كبيرا على جميع مجالات الحياة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والعلمية والتربوية؛ فكانت الثورة الصناعيةIndustrial Revolution فى القرن الثامن عشر والقرن التاسع عشر، ثم جاءت الثورة الإلكترونيةElectronics Revolution فى الثمانينات من القرن العشرين التي أدت إلى تطور صناعة الحاسبات الآلية Computers، والبرمجيات CD- ROMs ، والأقمار الصناعية Satellites، وظهر ما يسمى بتكنولوجيا المعلومات Information Technologyوالتى تعنى الحصول على المعلومات بصورها المختلفة ومعالجتها وتخزينها واستعادتها وتوظيفها عند اتخاذ القرارات، وتوزيعها بواسطة أجهزة تعمل إلكترونيا. وتوجد عدة أشكال لتكنولوجيا المعلومات منها: الاتصال بالأقمار الصناعية، وشبكات الهاتف الرقمية، وأجهزة الحاسوب متعددة الوسائط، ومؤتمرات الفيديو التفاعلية، والأقراص المدمجة، وشبكات الحاسوب المحلية والعالمية. ويعد ذلك تحولا من العصر الصناعي إلى العصر المعلوماتي أو عصر المعرفة.

ثم كانت الثورة اللاسلكية Wireless Revolution فى نهاية القرن العشرين وبداية القرن الحادي والعشرين حيث كان الهاتف الجوال/ المتحرك Mobile Telephone، والأجهزة اللاسلكية Wireless Devices التى انتشرت بسرعة فائقة وبأعداد كبيرة فى العالم أجمع أكبر مؤشر على أهمية الثورة اللاسلكية ودورها فى الحياة.

لقد كان لتلك الثورات الثلاث تأثيرا كبيرا على العملية التربوية، فلم يعد النموذج التقليدي فى التعليم الذى يعتمد على الحفظ والتلقين والاعتماد على المعلم كمحور للعملية التعليمية والكتاب كمصدر أساسي للمعرفة مع المعلم هو النموذج المناسب، بل كان للثورة الصناعية والتطور التقني الذى لازمها الفضل فى ميلاد نموذج جديد هو التعلم عن بعدDistance Learning (dLearning) ، وكان للثورة الإلكترونية فى الثمانينات الفضل فى استخدام الحاسبات وشبكات الاتصال المحلية والعالمية فى التعليم فظهر نموذج التعلم الإلكترونيElectronic Learning (eLearning) الذى ساعد فى جعل التعلم عن بعد وجها لوجه أمرا ممكنا، وأدت الثورة اللاسلكية إلى ظهور نموذج جديد هو التعلم الجوال أو التعلم المتنقلMobile Learning (mLearning) الذي يعتمد على استخدام التقنيات اللاسلكية فى التعلم والتدريب عن بعد مثل الهاتف المحمول/ المتحرك، والمساعد الرقمي الشخصي، والحاسبات الآلية المصغرة مما أدى إلى التحول من بيئة التعلم السلكية إلى بيئة التعلم اللاسلكية



وتحاول الورقة الحالية إلقاء الضوء على هذا النموذج الجديد الذي أنتجته الثورة اللاسلكية فى القرن الحادي والعشرين ونقلت التعلم من بيئة التعلم السلكية باستخدام الحاسبات إلى بيئة جديدة هي بيئة التعلم اللاسلكية باستخدام الهواتف المحمولة، والمساعدات الرقمية الشخصية، والحاسبات الآلية المصغرة. وهذا النموذج الجديد هو نموذج التعلم الجوال أو التعلم المتنقل m-learning، ويمكن توضيح الجوانب المختلفة المتعلقة بهذا النموذج الجديد فى الإجابة عن الأسئلة التالية:

أسئلة الدراسة:

1- ما هو التعلم الجوال/ المتنقل Mobile Learning ؟

2- ما التقنيات اللاسلكية التي يمكن استخدامها فى التعلم المتنقل؟

3- ما الفوائد التربوية من استخدام الأجهزة المتنقلة فى العملية التعليمية؟

4- ما أوجه التشابه والاختلاف بين التعلم الإلكتروني والتعلم المتنقل؟

5- ما التحديات أو الصعوبات التي تواجه التعلم الجوال/ المتنقل؟

6- ما التجارب العالمية لاستخدام التعلم المتنقل؟ وما التقنيات المستخدمة؟

ويمكن الإجابة عن الأسئلة السابقة فى المباحث الستة التالية:



المبحث الأول: مفهوم التعلم الجوال/ المتنقل:



بدأ منذ سنوات قليلة ماضية وعلى وجه التحديد فى بداية القرن الحادي والعشرين فى الدول الغربية استخدام مصطلح جديد فى مجال التعليم أطلق عليه :

باللغة الإنجليزية: Mobile Learning أو mLearning أو m-Learning .

وباللغة الفرنسية Le mobile learning أو Le m-Learning أو L`apprentissage mobile .

وعقدت بعض المؤتمرات العلمية الدولية(1) خلال الأعوام الثلاثة على التوالي (2004- 2005- 2006) التي تناولت هذا النموذج الجديد.

وكلمة Mobile كصفة أو Le mobile كاسم فى قواميس اللغة الفرنسية تعنى (متحرك أي قابل للحركة أو للتحرك أو الجسم المتحرك)([1])(2) فمثلا



نقول Vacances mobile أي أجازات غير ثابتة التاريخ، ومن هنا يمكن ترجمة المصطلح Mobile Learningأو L`apprentissage mobile إلى ما يلي:

التعلم المتنقل - التعلم النقال - التعلم المتحرك- التعلم الجوال- التعلم بالموبايل - التعلم عن طريق الأجهزة الجوالة (المتحركة) Learning via Mobile Devices .

لقد نادت بعض المقالات والأدبيات والمؤتمرات العلمية الأجنبية بأهمية "التعلم الجوال" m learningوظهر ذلك فى عناوينها أو فى بعض العناوين الرئيسة بها مثل:

M-learning: l`avenir de l`éducation serait mobile.(3)-

- Mobile Technology: The future of learning in your hands.(4)

- Mobile learning: the next generation.(5)

- Mobile technologies: transforming the future of learning.(6)

وفيما يتعلق بتعريف مصطلح التعلم الجوال/ المتنقل كانت هناك بعض المحاولات التي قدمت تعريفا نذكرها فيما يلي:

يعرف التعلم الجوال/ المتنقل بأنه استخدام الأجهزة المتنقلة أو اللاسلكية فى التعلم المتحرك for Learning on the Move .(7)

ويعرف التعلم الجوال/ المتنقل بأنه استخدام الأجهزة المتحركة Mobile Devices والأجهزة المحمولة باليد Handheld IT Devices مثل الأجهزة الرقمية الشخصية Personal Digital Assistants، والهواتف النقالة Mobile Phones، والحاسبات المحمولة Laptops، والحاسبات الشخصية الصغيرة



Tablet PCs في التدريس والتعلم. (8)

والتعلم المتنقل Mobile learning، والذي يطلق عليه أحيانا m-learning، هو التعلم الذى يتم باستخدام الأجهزة المحمولة الصغيرة Small/Portable Computing Devices وتشمل هذه الأجهزة الحاسوبية: الهواتف الذكية Smartphones، والمساعدات الرقمية الشخصية (PDAs) ، والأجهزة المحمولة باليدDevices . Hand- Held(9)

ويمكن تعريف التعلم الجوال/ المتنقل إجرائيا بأنه استخدام الأجهزة اللاسلكية الصغيرة والمحمولة يدويا مثل الهواتف النقالة Mobile Phones، والمساعدات الرقمية الشخصية PDAs ، والهواتف الذكية Smartphones، والحاسبات الشخصية الصغيرة Tablet PCs، لتحقيق المرونة والتفاعل

فى عمليتي التدريس والتعلم فى أي وقت وفي أي مكان.

المبحث الثاني: التقنيات اللاسلكية التي يمكن استخدامها فى التعلم المتنقل:

أفرزت الثورة اللاسلكية عدد من التقنيات اللاسلكية اعتمد عليها التعلم النقال مثل الهواتف النقالة، والمساعدات الرقمية الشخصية، والحاسبات الآلية المصغرة (حاسبات اللوحة) Tablet PCs ، ويمكن إلقاء الضوء عليها فيما يلي:



أولا: الهواتف النقالة/ الجوالة:

جاءت فكرة الهاتف النقال Mobile Phone من فكرة عمل الراديو، فقد وجد الباحثون أنه من الممكن تطوير تكنولوجيا جديدة لاستقبال وإرسال البيانات عبر مجموعة من الترددات التي يمكن استخدامها عدة مرات عن طريق ضغط البيانات، وإرسالها عبر وحدات زمنية قصيرة جدا لإجراء مجموعة من المكالمات الهاتفية فى الوقت نفسه، وتعتمد هذه التكنولوجيا على وحدة أساسية تسمى الخلية، التي تعتبر بدورها جزءا من النظام المتنقل للشبكة. ويوجد نوعان من الشبكات المستخدمة:

الشبكة الشخصية اللاسلكية Wireless Personal Area Network (WPAN) وهي عبارة عن وصلات لاسلكية بين عدة أجهزة مختلفة فى إطار مسافات قصيرة(عدة أمتار) بواسطة البلوتوث فى معظم الحالات، لأن تكنولوجيا البلوتوث تعمل فى مجال ضيق لا يتعدى أمتارا، لذا فإن استعمالاتها تنحصر فى الأماكن الضيقة عبر الشبكة الشخصية اللاسلكية كالمنازل والمكاتب الصغيرة.

أما الشبكات المحلية اللاسلكية Wireless Local Area Network (WLAN) وهي خاصة بالشبكات المحلية فى الشركات والمنازل والأماكن العامة، فكل الأجهزة الموجودة فى نطاق مغطى بشبكة WLAN يمكنها التواصل فيما بينها. (10)

لقد تطورت الهواتف النقالة تطورا كبيرا خلال العقود الثلاثة الماضية حيث مرت بمراحل تطور عديدة أضافت كل مرحلة إلى سابقتها الكثير حتى ظهرت بالشكل الذي نراه حاليا حيث بدأت شركة "موتورولا" Motorola بصناعة الهواتف النقالة أوائل الثمانينات من القرن العشرين، ثم جاءت شركة "نوكيا" Nokia في النصف الثاني من الثمانينات، ومع التطور فى صناعة الهواتف النقالة، وتصغير حجمها، وقلة وزنها، وانخفاض أسعارها وأسعار المكالمات الهاتفية، زاد ذلك من نسبة مبيعات الشركات المصنعة منذ عشرة سنوات تقريبا.

لقد انتشرت الهواتف النقالة بصورة غير مسبوقة فى تاريخ الأجهزة التكنولوجية كلها تقريبا.فشركة نوكيا التي تسيطر على حوالي 30% من سوق الهواتف النقالة عالميا باعت حتى الآن حوالي 1.5 مليار هاتف كما ذكرت مجلة "The Economist". وفى أوائل شهر مارس 2005 أصدرت مؤسسة جارتنر لأبحاث السوق تقريرا يقول بأن مبيعات الهواتف النقالة بلغت خلال عام 2004 حوالي 674 مليون وحدة، بزيادة قدرها 30% عن عام 2003. وتوقع التقرير أن تصل مبيعات عام 2005 ما يتراوح بين 730-770 وحدة. وتوقعت مجلة "Slate" الأمريكية أنه بين عامي 2010 و2020ستختفى تماما الهواتف الثابتة التقليدية. لقد أصبحت الهواتف النقالة الأداة التكنولوجية الوحيدة التي لا تكاد تفارق مستخدميها فى ليل أو نهار. ومن ثم سعت العديد من الشركات إلى دمج المزيد والعديد من التقنيات والخدمات فى الهواتف النقالة. وبذا دشنت المرحلة الثانية فى مسيرة ارتقاء الهواتف النقالة. (11)

ويمكن إلقاء الضوء على الخدمات التي تقدمها الهواتف النقالة فيما يلي:

1- خدمة الرسائل القصيرة Short Message Service (SMS) :

تسمح لمستخدمي الهاتف النقال بتبادل رسائل نصية قصيرة فيما بينهم بحيث لا تتجاوز حروف الرسالة الواحدة 160 حرفا.

2- خدمة الواب (WAP) بروتوكول التطبيقات اللاسلكية:

الواب Wireless Application Protocol (WAP) هو معيار عالمي يتضمن مواصفات وقواعد اتصالات محددة اتفقت عليه مجموعة من الشركات مثل (Ericsson, Nokia, Motorola) ويساعد المستخدمين فى الدخول إلى الإنترنت لاسلكيا باستخدام الأجهزة اللاسلكية الصغيرة المحمولة مثل الهواتف النقالة والمساعدات الرقمية الشخصية الخ حيث يوحد طريقة وصول الأجهزة اللاسلكية إلى الانترنت، ويسهل عملية نقل وتبادل البيانات والاستفادة من بقية خدماتها المختلفة مثل البريد الإلكتروني، الأخبار، الأحوال الجوية، الألعاب الرياضية، الحوار.

لقد وفر الواب للأجهزة النقالة القدرة على الانتقال إلى أجهزة تفاعلية، ويختلف الواب WAP عن الويب (Web)؛ فالأول هو خاص بالأجهزة النقالة كأجهزة الهواتف النقالة وحاسبات الجيب والأجهزة الذكية في الدخول إلى الإنترنت، أما الثاني فهو خاص بأجهزة الحاسوب والإنترنت.

وإذا كانت عملية تصميم صفحات الويب (Web) تعتمد على لغة Hyper Text Markup Language (HTML) ولتسهيل تفاعل المستخدم مع الموقع يتم استخدام لغة Java Script ، فإن الواب يستخدم لغة Wireless Markup Language (WML) لوضع ترميز محتوى الصفحات، ويتم استخدام نفس خاصية التفاعل فى الواب باستخدام لغة ترميز الصفحات WML Script فى نظام الشبكات اللاسلكية.

مما سبق يتضح أن الواب يعد ضرورة أساسية للدخول إلى الإنترنت عن طريق الأجهزة النقالة لأنه يناسب الشبكات اللاسلكية، ويمكن الاتصال لفترات طويلة بالإنترنت دون انقطاع، وقد دعمت ذلك عدة شركات من أهمها: شركة نوكيا، وشركة إريكسون، وشركة موتورولا، وشركة مايكروسوفت.

3- خدمة التراسل بالحزم العامة للراديو(GPRS):

تقنية GPRS هي تقنية مبتكرة جديدة تسمح للهواتف النقالة بالدخول إلى الإنترنت بسرعة فائقة وإمكانية استقبال البيانات والملفات وتخزينها واسترجاعها وتبادلها لاسلكيا بسرعة فى حدود 171.2 كيلوبايت فى الثانية والوصول إلى كم أكبر من المعلومات المتاحة من خدمة الواب وبتكلفة أقل وجهد أقل حيث يتم حساب التكلفة بناء على حجم البيانات وليس بناء على مدة الاتصال (دون الحاجة إلى الاتصال بالانترنت فى كل مرة لان المستخدم على اتصال دائم بالإنترنت).

ويحتاج الهاتف النقال إلى أن يكون مهيأ لاستخدام تقنية GPRS والاشتراك فى خدمات GPRS WAP ، وتعتبر أجهزة الهواتف النقالة الحديثة مجهزة بهذه التقنية حيث يستطيع المستخدم الدخول إلى الإنترنت فى أي وقت ومن أي مكان لتصفح الإنترنت Mobile Internetوقراءة البريد الالكتروني والرد عليه وإرسال واستقبال رسائل الوسائط المتعددة MMS.

4- خدمة البلوتوثBluetooth :

تقنية الاتصال اللاسلكي بلوتوث Bluetooth Wireless Technology تربط مجموعة من أجهزة الاتصال المحمولة مع بعضها البعض بروابط لاسلكية قصيرة المدى مثل الهواتف النقالة، والحاسوب الجيبي لتبادل البيانات والملفات بينها لاسلكيا.

5- خدمة الوسائط المتعددة MMS:

تتيح هذه الخدمة للمستخدم إرسال واستقبال الرسائل متعددة الوسائط MMS حيث يمكن تبادل الرسائل النصية، ولقطات الفيديو، والرسوم المتحركة، والصور الملونة.

لقد أطلقت دول كثيرة حاليا الجيل الثالث 3G من الهواتف النقالة حيث تسمح إمكانات هذا الجيل بتقديم مجموعة كبيرة من الخدمات اللاسلكية كإجراء اتصالات مرئية تفاعلية مباشرة بالصوت والصورة حيث يرى المتصلون بعضهم بعضا من خلال الهواتف النقالة المتوافقة مع تقنية هذا الجيل، ونقل البيانات بسرعة عالية تصل إلى 2 ميجا بايت فى الثانية، كما تتيح إمكانية الاتصال بالإنترنت بسرعة عالية، وتسمح بتبادل رسائل الوسائط المتعددة، وتنظيم مؤتمرات الفيديو، وتوفير خدمة تحديد المواقع عبر الهاتف النقال، والصرف الآلي، وإمكانية مشاهدة القنوات الفضائية عبر الهاتف النقال، مع سرعة إنجاز هذه الخدمات.

ومن المتوقع إطلاق الجيل الرابع 4G من الهواتف النقالة بحلول عام 2010حيث من المتوقع زيادة سرعات الهاتف التي قد تصل إلى 100 ميجابيت في الثانية.

ثانيا: المساعدات الرقمية الشخصيةPDAs :

المساعدات الرقمية الشخصية Personal Digital Assistants والتي يطلق عليها أيضا PDAs هي أجهزة حاسوب محمولة باليد Handheld Devicesأو توضع فى الجيب، وصممت فى البداية لاستخدامها فى تنظيم المواعيد الشخصية، وتخزين هواتف الأصدقاء وعناوينهم، وتسجيل البيانات الخاصة، وكتابة الملاحظات أثناء المحاضرات أو الاجتماعات، وقوائم بالمهامTask Lists .

ومع مرور الوقت تطورت هذه الأجهزة إلى حاسبات آلية مصغرة حيث أصبحت قادرة على تشغيل برامج تحرير النصوص والجداول الحسابية. ومع ظهور جيل جديد من هذه الأجهزة وانتشارها بين الناس تطورت الخدمات التي تقدمها بصورة كبيرة مثل الاتصال الهاتفي اللاسلكي Mobile Phones، وتحميل الملفات الصوتية والمرئية، وعرض لقطات الفيديو، والاتصال بالإنترنت وتصفحه، وتحميل الكتب الإلكترونية وقراءتها، وقراءة البريد الإلكتروني باستخدام أجهزة مودم لاسلكية، كما تسمح بالاتصال بالشبكات المحلية الإنترانت Intranet والإكسترانت Extranet، توفير الاتصالات بالأشعة تحت الحمراء مما سمح بنقل البيانات لاسلكيا عبر مسافات قصيرة، وألعاب الوسائط المتعددةMedia Players ، وتسمح بتبادل الاتصال والبيانات مع حاسوبك الشخصي أو المحمول لاسلكيا باستخدام الأشعة تحت الحمراء مثل كتابة رسائل البريد الإلكتروني ثم نقلها إلى جهازك الشخصي لإرسالها، أو تحديث المواعيد والملفات بين الجهازين.

وتحمل جميع المساعدات الرقمية الشخصية المتوافرة الآن ذاكرة مدمجة داخلها تتراوح ما بين 3ميجا بايت و64ميجابايت، مع العلم أن 2 ميجا بايت من الذاكرة يعد كافيا لحمل بيانات العناوين والمواعيد والملاحظات إضافة إلى معظم البرامج الشخصية، إلا أن وجود المزيد من الذاكرة سيسمح بتخزين الملفات كبيرة الحجم مثل ملفات الملاحظات الصوتية ولقطات الفيديو والبرامج الكبيرة، وتسمح بعض المساعدات الرقمية الشخصية بإضافة المزيد من الذاكرة باستخدام بطاقات صغيرة يتم تركيبها داخل الجهاز.

وتستخدم الغالبية العظمى من المساعدات الرقمية الشخصية أداة تشبه القلم للنقر على الشاشة لإدخال البيانات، حيث تظهر الحروف والأرقام فى شكل يشبه لوحة المفاتيح إلى شاشة الجهاز، والنقر على تلك الحروف والأرقام يمثل الضغط على مفاتيح لوحة المفاتيح العادية فى أجهزة الحاسوب الشخصية. والعديد من المساعدات الرقمية الشخصية تسمح أيضا بكتابة الملاحظات بخط اليد العادي، وبعض هذه الأجهزة توفر إمكانية تحويل خط اليد إلى نصوص. وهناك عدد من أجهزة المساعدات الرقمية الشخصية التي تأتى بلوحات مفاتيح صغيرة مدمجة والبعض منها يوفر إضافة إلى لوحة المفاتيح إمكانية استخدام القلم بديلا للفأرة، حيث يمكن استخدامه بالنقر على الرموز وتحريك أشرطة التمرير وما إلى ذلك، ومن ناحية أخرى توفر معظم المساعدات الرقمية الشخصية صغيرة الحجم إمكانية توصيل لوحات مفاتيح خارجية بها. وهناك أحجام مختلفة من الشاشات، بعضها على شكل أفقي، وبعضها على شكل رأسي. (12)

أشترك ليصلك كل جديد!

تابعنا!

0 التعليقات:

إرسال تعليق